تحدث الأمين العام لحزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا صالح كدو، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، عن مجموعة من القضايا الهامة، منها هجمات الاحتلال التركي على جنوب كردستان، خطط دولة الاحتلال التركي المهزوم أمام مقاتلي الكريلا في إشعال حرباً داخلية بين الكرد، موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) من هذه الهجمات، تصريحات عبد الحكيم بشار ضمن (ENKS)، مصير ممثلي الإدارة الذاتية المعتقلين في هولير، والاوضاع التي آلت له معبر سيمالكا الحدودي في الآونة الاخيرة.
وأشار صالح كدو إلى أن المؤتمر القومي الكردستاني (KNK-Rojava)، عقد قبل أيام قليلة منتدى حواري لتقييم التناقض الكردي ـ الكردي في جنوب كردستان، وقال: "تم اتخاذ بعض القرارات في هذا المنتدى الحواري، أحدها يمنع الاقتتال الاخوي الكردي واعتباره خط احمر، ويجب حل المشاكل بين الكرد من خلال الحوار. نحن نعلم جيداً ان الاحتلال التركي الفاشي قد فشل في تحقيق أهدافه بجنوب كردستان من خلال فشله في مواجهة قوات الكريلا، وهي تحاول الآن إثارة الفتنة والاقتتال بين الكرد، لذلك يجب بذل كل جهودنا وضعها في خدمة إفشال أهداف دولة الاحتلال التركي الفاشي".
وبدوره دعا صالح كدو حكومة الاقليم في جنوب كردستان بعدم ارسال قوات البيشمركة بأي شكل من الأشكال الى المناطق الساخنة، قائلاً: "لقد تعرضت الدولة التركية للهزيمة في كل مكان في كاري و متينا بالرغم من استخدامها احدث التقنيات العسكرية من الطائرات والمروحيات والجنود والدبابات والمدفعية. والآن تلجأ لخطط قذرة في اشعال فتيل الفتنة والاقتتال الاخوي الكردي، لهذا هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى للوحدة الوطنية الكردية. وعلى هذا الاساس، يجب عقد مؤتمرا قومي كردستاني وإنشاء رئاسة لذلك المؤتمر، وهو اقتراح المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) منذ 7-8 سنوات. وفي هذا السياق تم اتخاذ بعض الخطوات في جنوب كردستان لكن أعداء الكرد تدخلوا مرة أخرى لمنع هذا المشروع، لهذا نكرر التأكيد على ضرورة الوحدة الوطنية الكردية ويجب على الشعب الكردي الوقوف معاً، لمنع دولة الاحتلال التركي من تحقيق نواياها وخططها الاحتلالية".
وتعليقاً على التصريحات التي ادلاها العضو في المجلس الوطني الكُـردي السوري (ENKS) عبد الحكيم بشار، حيال عفرين المحتلة وادعاءاته بعدم وقوع مجازر أو جرائم حرب فيها، قال صالح كدو: "هناك تصريحات تخجل الدولة التركية الإدلاء بها، فتقوم باستخدام شخصيات مثل عبد الحكيم بشار من أجل الإدلاء بها، عبد الحكيم بشار أدعى أن العصابات الارهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي لا ترتكب جرائم وحشية بحق المدنيين في عفرين، لا يوجد نهب ولا قتل، هذا التصريحات هي دعاية لبعض الجهات"، والدولة التركية تعترف وتقول : هناك بعض الحالات الغير جيدة تحدث في عفرين."، ولكن عندما شخصية كردية مثل عبد الحكيم بشار يُدلي بمثل هذه التصريحات، فذلك يُعتبر خدمة مباشرة لعدو الكرد، كان من المفترض أن يحاسب المجلس الوطني الكُـردي السوري (ENKS) كطرف كردي عبد الحكيم بشار، على ادعاءاته، كما كان عليها وضع حدود لهذه التجاوزات. هناك أعضاء آخرون في مجلس (ENKS) يتحدثون بهذه الطريقة، كما وانهم مكلفين بالدفاع عن الدولة التركية وعن تبرير جرائمها. حيث شهدت التصريحات التي ادلاها عبد الحكيم بشار تنديداً واسعاً من قبل الشعب الكردي".
وفيما يتعلق باعتقال ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية في جنوب كردستان من قبل سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، قال صالح كدو: "إن اعتقال هؤلاء الرفاق في هولير لم يكن له تأثير سلبي على حزب الاتحاد الديمقراطي أو الإدارة الذاتية فحسب، بل كان له تأثير سلبي على أهالي روج آفا أيضاً. هناك قضايا سياسية في كل دولة في العالم، والقضايا السياسية بين الكرد لا يمكن حلها بالاعتقالات، وهؤلاء الممثلون ليسوا من شعب جنوب كردستان، فهم من الشعب روج آفا، اعتقالهم غير ممكن ويؤدي الى تفاقم النزاعات، ففي حالة كانت تريد حكومة الأقليم عدم بقاءهم هناك، فكان بالإمكان الاتصال بهم والطلب منهم بمغادرة جنوب كردستان والذهاب إلى روج آفا، تم اعتقالهم ولا نعرف مصيرهم. نحن قلقون بسبب عدم ادلاء حكومة الاقليم في جنوب كردستان بأية تصريحات بشأن مصيرهم. البعض يقول قاموا بتسليمهم لأجهزة الاستخبارات التركية، وهم محقون في ذلك، لهذا أدعو حكومة هولير إلى إطلاق سراح هؤلاء الممثلين في أسرع وقت ممكن، والسماح لهم بمواصلة عملهم في مكاتبهم ".
كما تطرق صالح كدو خلال حديثه إلى قضية معبر سيمالكا الحدودي، وقال: "إنه المعبر الوحيد الذي يشكل منفذ الحياة لشعبنا في روج افا، وإغلاقه يشكل تهديدا على شعبنا، كما انه يسبب الما لشعبنا الكردي في جنوب كردستان الى جانب شعبنا في روج افا، كلا الجانبين هم الكرد، ومن يدير المعبر من الجانبين هم كرد ، كيف يمكن أن يتصرف كردي بهذه العقلية والطريقة مع أخيه الكردي؟.
حيث يتم طرح اسئلة استخباراتية على المواطنين حين الذهاب والاياب، وهذه امر مخجل للغاية. عندما نذهب إلى أوروبا لا توجد حدود بين 37 دولة أوروبية، على الرغم من أن كل دولة منهم من قومية مختلفة، لا توجد حدود بينها، ولا يستفسر من المسافرين عن مكان وجهتهم، فإذا كانت لديك الهوية الأوروبية، يمكنك التنقل بحرية في أي مكان. اما نحن نلجأ الى اساليب استخباراتية بالرغم من اننا كرد في كلا الجانبين من الحدود. هناك احتمال بإغلاق المعبر تماما، قبل أيام تم ارجاع مواطن لديه مرض السرطان وهو معرض لخطر الموت بأي لحظة، كل ادارة المعبر لم يسمحوا له بالعبور والتداوي في الاقليم بسبب عمله، لهذا نأمل من الاطراف المسؤولة اتخاذ الروح الاخوية الكردية والتصرف بمسؤولية لفتح المعبر امام الحالات الانسانية".